شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
صفة ملك الموت عليه السلام وعظم خلقه وقوته
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى: صفة ملك الموت عليه السلام وعظم خلقه وقوته قال: أخبرني الشيخ الإمام الفقيه أبو الحسن عباد بن سرحان بن مسلم المعافري اسم> قال: أخبرنا الشيخ الرئيس الرقي الحضرة أبو الرجاء إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أحمد الحداد اسم> إجازة إن لم يكن سماعا قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن فاذويه اسم> قراءة عليه، وأنا حاضر أسمع في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وأربعمائة قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان اسم> رحمه الله تعالى قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق بن يوسف اسم> قال: حدثني أبي قال: حدثني حفص اسم> عن الحكم بن أبان اسم> عن عكرمة اسم> رحمه الله تعالى في قوله عز وجل: رسم> وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ قرآن> رسم> قال: يتوفى الأنفس عند موتها قال: وما من ليلة إلا والله عز وجل يقبض الأرواح كلها فيسأل كل نفس ما عمل صاحبها من النهار ثم يدعو بملك الموت عليه السلام فيقول: اقبض هذا وهذا، وما من يوم إلا وملك الموت ينظر في كتاب حياة الناس قائل يقول ثلاثا وقائل يقول خمسا.
قال: حدثنا أحمد بن جعفر الحمال اسم> قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي اسم> قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر الرازي اسم> عن أبيه عن الربيع اسم> رحمه الله تعالى قال: سألته عن ملك الموت اسم> قال: هل هو وحده الذي يقبض الأرواح قال: هو الذي يلي أمر الأرواح وله أعوان على ذلك ألا تسمع قال الله عز وجل: رسم> حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قرآن> رسم> وقوله تعالى: رسم> تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ قرآن> رسم> غير أن ملك الموت اسم> عليه السلام هو الرئيس وكل خطوة منه من المشرق إلى المغرب قلت: أين تكون أرواح المؤمنين قال: عند السدرة.
قال: حدثنا محمد بن العباس بن أيوب اسم> قال: حدثنا زياد بن يحيى اسم> قال: حدثنا عبد ربه بن بارق الحنفي اسم> قال: حدثني خالي زميل بن سماك الحنفي اسم> أنه سمع أباه يحدث ولقي عبد الله بن عباس اسم> رضي الله عنهما في المدينة بعدما كف بصره قال: قلت لي يا ابن عباس اسم> ما تقول في أمر غمني واهتممت به قال: قلت نفسان اتفق موتهما في طرفة عين واحد في المشرق وواحد في المغرب كيف قدر عليهما ملك الموت اسم> ؟ قال: والذي نفسي بيده ما قدرة ملك الموت اسم> على أهل المشارق والمغارب والظلمات والنور والبحور إلا كقدرة الرجل على مائدته يتناول من أيها شاء.
قال: حدثنا محمد بن شعيب اسم> قال: حدثنا أحمد بن أبي سريج اسم> قال: حدثنا عبد الله بن الجهم اسم> قال: حدثنا عمرو بن أبي القيس اسم> عن بشير بن عاصم اسم> عن ابن أبي ليلى اسم> عن القاسم بن أبي بزة اسم> عن مجاهد اسم> رحمه الله تعالى في قول الله تعالى: رسم> قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ قرآن> رسم> قال: حويت له الأرض فجعلت له مثل الطست يتناول منها حيث شاء.
قال: حدثنا أبو يحيى الرازي اسم> قال: حدثنا هناد اسم> قال: حدثنا قبيصة اسم> قال: حدثنا سفيان اسم> عن رجل عن مجاهد اسم> رحمه الله تعالى قال: جعلت الأرض لملك الموت اسم> عليه السلام برها بحرها وجبلها وسهلها كالطست يأخذ منها حيث يشاء.
قال: حدثنا أبو يحيى اسم> قال: حدثنا هناد اسم> قال: حدثنا أبو زبيد اسم> عن حصين اسم> قال: قال الربيع بن خيثم اسم> رحمه الله تعالى: عجبت لملك الموت اسم> ولثلاثة لملك ممنع في حصونه يأتيه ملك الموت اسم> ينزع نفسه ويدع ملكه خلفه، ولمسكين منبوذ بالطريق يقذره الناس أن يدنوا منه ولا يقذره ملك الموت اسم> أن يأتيه فينزع نفسه ولطبيب نحرير يأتيه ملك الموت اسم> فينزع نفسه ويدع طبه خلفه.
قال: حدثنا أحمد بن روح اسم> قال: حدثنا عمر بن محمد بن الحكم اسم> قال: حدثنا عبد الرحمن بن حيان المصري اسم> قال: قيل للفضيل بن عياض اسم> رحمه الله تعالى: يا أبا علي اسم> ما بال الميت تنزع نفسه وهو ساكت وابن آدم يضطرب من القرصة؟ قال: إن الملائكة توثقه ثم قرأ: رسم> تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ قرآن> رسم> .
قال: حدثنا إبراهيم بن علي اسم> قال: حدثنا الخليل بن محمد اسم> قال: حدثنا روح بن عبادة اسم> قال: حدثنا عبد المؤمن بن أبي شراعة اسم> قال: سمعت جابر بن زيد اسم> رحمه الله تعالى يقول: إن ملك الموت اسم> عليه السلام كان يتوفى بني آدم بغير أوجاع، وإن الناس سبوا ملك الموت اسم> وآذوه فاشتكى إلى ربه ما يلقى من الناس فقيل له: يا ملك الموت اسم> ارجع قال: ووضع الله عز وجل الأوجاع فنسي ملك الموت اسم> عليه السلام ويقال: لم مات فلان.
قال: حدثنا علي بن رستم اسم> قال: حدثنا عبد الله بن عمر اسم> قال: حدثنا ابن سنان اسم> قال: حدثنا عبد الله بن المبارك اسم> عن حيوة بن شريح اسم> قال: أخبرني أبو صخرة اسم> عن محمد بن كعب القرظي اسم> رحمه الله تعالى قال: إذا استنقعت نفس المؤمن جاءه ملك الموت اسم> عليه السلام فقال: السلام عليك يا ولي الله الله يقرأ عليك السلام ثم نزع بهذه الآية: رسم> الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ قرآن> رسم> .
قال: حدثنا عبد الله بن سلم اسم> قال: حدثنا محمد بن أحمد الحسني اسم> عن محمد بن إبراهيم بن العلاء اسم> قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم اسم> قال: حدثني عبد الصمد اسم> عن وهب بن منبه اسم> رحمه الله تعالى: ثم قال: كن؛ فكون عزرائيل اسم> عليه السلام ثم قال: كن؛ فكون كبشا أملح مستترا بسواد وبياض له أربعة أجنحة: جناح تحت العرش وجناح في ثرى الثرى وجناح في المشرق وجناح في مغرب المغرب، له في كل جناح سبعون ألف جناح، وفي كل جناح سبعون ألف ريشة في كل ريشة سبعون ألف شعبة في كل شعبة سبعون ألف زغبة وسبعون ألف شعرة، في كل شعرة سبعون ألف كأس لأحباء الله عز وجل، وسبعون ألف كأس لعدو الله عز وجل، فذلك قوله عز وجل: رسم> فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ قرآن> رسم> وهو عدو الله.
ثم قال: للموت ابرز فبرز الموت لعزرائيل اسم> فذلك قول الله عز وجل: رسم> قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ قرآن> رسم> فهؤلاء الأربعة الأملاك جبريل اسم> وميكائيل اسم> وإسرافيل اسم> و ملك الموت اسم> عليهم السلام؛ أول من خلقهم الله عز وجل من الخلق وآخر من يميتهم الله وأول من يحييهم، وهم المدبرات أمرا والمقسمات أمرا.
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم اسم> قال: حدثنا حمدون بن عباد اسم> قال: حدثنا علي بن عاصم اسم> قال: حدثنا داود بن أبي هند اسم> رحمه الله تعالى قال: بلغني أنه كان لداود اسم> صديق من بني إسرائيل فكان داود اسم> عليه السلام معجبا به فكان مجلسه وحديثه للرجل حتى غبطه بنو إسرائيل قال: فلما مات داود اسم> عليه السلام وولي سليمان اسم> عليهما السلام قال في نفسه: من اصطنع من بني إسرائيل في مجلسي وحديثي؟ قال: ما أعلم أحدا أحق بذلك من هذا الشيخ أن يناجي الذي توفى رسول الله داود اسم> صلى الله على نبينا وعليه وسلم وهو عنه راض قال: فاتخذه لنفسه.
قال: وكان سليمان اسم> عليه السلام مهيبا لا يبتدأ بشيء حتى يكون هو الذي يسأله عنه قال: فأدنى مجلس الشيخ حتى كان هو الذي يلي سريره فربما قعد سليمان اسم> عليه السلام على سريره قال: فيسند الشيخ ظهره إلى سرير سليمان اسم> عليه السلام قال: حتى غبطه جنود سليمان اسم> عليه السلام فقيل له: ادخل عليه كل يوم دخلة يسأله عن حاجته ثم لا يبرح حتى يقضيها له قال: وكان سليمان اسم> عليه السلام إذا قعد على سريره وأذن لجنوده فدخلوا عليه دخل عليه ملك الموت اسم> صلى الله على نبينا وعليه وسلم عليهما في صورة رجل فيسأله كيف هو؟ ثم يقول له: يا رسول الله ألك حاجة؟ فإن قال: نعم لن يبرح حتى يقضيها له وإن قال: لا انصرف عنه إلى الغد.
قال: فقعد سليمان اسم> عليه السلام يوما أشد ما كان بملكه قال: وقعد الشيخ إليه فأسند ظهره إلى سرير سليمان اسم> وأذن لجنوده فدخلوا عليه من الإنس والجن وسواهم فجعلوا ينظرون إلى الشيخ مسندا ظهره إلى سرير سليمان اسم> فيغبطونه فدخل عليه ملك الموت اسم> عليه السلام في صورة رجل فقام فسلم فقال سليمان اسم> عليه السلام: كيف بات في ليلته الماضية ثم قال: ألك حاجة يا رسول الله؟ قال: لا قال: ولحظ إلى الشيخ لحظة فارتعد الشيخ قال: وانصرف ملك الموت اسم> عنهم قال: فوثب الشيخ على رجلي سليمان اسم> فأخذهما وجعل يقبلهما فقال: يا رسول الله كيف كان رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم داود اسم> عني قال: حسن قال: فكيف رضاك عني قال: حسن قال: فإني أسألك بحق الله أن تأمر الريح فتحملني فتقذفني بأقصى مدرة من أرض الهند قال: وهو يرتعد في ذلك.
قال: قال سليمان: اسم> ولم؟ قال: هو ذلك أسألك بحق الله إلا ما أمرت الريح فتحملني فتلقيني بأقصى مدرة من أرض الهند قال: قال سليمان: اسم> نعم فأخبرني لم ذلك قال: ألم تر إلى الرجل الذي دخل عليك قام فسلم ثم سألك كيف بت في ليلتك الخالية؟ لحظ إلي لحظة فما تمالكت رعدة فقال له سليمان اسم> عليه السلام هل إلا رجل نظر إليك قال: هو ما أقول لك فدعا سليمان اسم> عليه السلام الريح فقال: احتمليه فألقيه بأقصى مدرة من أرض الهند فاحتملته فصعدت به ثم تصوبت به فألقته بأقصى مدرة من أرض الهند.
قال: قول الله عز وجل: رسم> رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ قرآن> رسم> قال: ليس باللينة ولا بالعاصفة وسط غدوها شهر ورواحها شهر فإذا أراد غير ذلك كان ما أراد، وظن سليمان اسم> عليه السلام يومه ذلك بأشر يوم. قال: وبات ليلته بأشد ليلة حزنا عليه فلما أصبح سليمان اسم> عليه السلام غدا قبل مجلسه الذي كان يجلس فيه وأذن لجنوده فدخل عليه ملك الموت اسم> صلى الله عليهما في صورة رجل فسلم فسأله كيف بات في ليلته الماضية فأخبره قال: يا رسول الله ألك حاجة؟ قال سليمان اسم> عليه السلام: الحاجة غدت بي إلى هذا المكان فذهب يخبره رضا داود اسم> عن الشيخ ورضاه عنه واستئناسه به.
ثم قال: كان ما كان به قال: يقول له ملك الموت اسم> حسبك يا رسول الله ما ينقضي عجبي منه هبط إلي كتابه أمس أن أقبض روحه غدا مع طلوع الفجر بأقصى مدرة بأرض الهند فهبطت به، وما أحسبه إلا ثم فدخلت عليك فإذا هو قاعد معك، فجعلت أتعجب وأنظر إليه ما لي هم غيره فهبطت عليه اليوم والذي بعثك بالحق مع طلوع الفجر فوجدته بأقصى مدرة من أرض الهند ينتفض فقبضت روحه وتركت جسده هناك.
قال: حدثنا أحمد بن عمر اسم> قال: حدثنا عبد الله بن عبيد اسم> قال: حدثنا محمد بن الحسين اسم> قال: حدثنا داود بن المحبر اسم> قال: حدثنا الحسن بن دينار اسم> قال: سمعت الحسن اسم> رحمه الله تعالى يقول: ما من يوم إلا و ملك الموت اسم> عليه السلام يتصفح في كل بيت ثلاث مرات فمن وجده منهم قد استوفى رزقه وانقضى أجله، قبض روحه فإذا قبض روحه أقبل أهله برنة وبكاء فيأخذ ملك الموت اسم> بعضادتي الباب فيقول: ما لي إليكم من ذنب، وإني لمأمور والله ما أكلت له رزقا ولا أفنيت له عمرا ولا انتقصت له أجلا وإن لي فيكم لعودة ثم عودة حتى لا أبقي منكم أحدا.
قال: أخبرنا أبو يعلى اسم> قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني اسم> قال: حدثنا أبو يوسف القاضي اسم> قال: حدثنا مطرف اسم> عن جعفر اسم> عن سعيد بن جبير اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما في قول الله عز وجل: رسم> اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا قرآن> رسم> قال: تلتقي أرواح الأحياء وأرواح الأموات في المنام فيتعارفون ويتساءلون ثم ترد أرواح الأحياء إلى أجسادها لا تخطئ بشيء منها وذلك قول الله عز وجل: رسم> إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ قرآن> رسم> .
قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر اسم> قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد اسم> قال: حدثنا داود بن رشيد اسم> قال: حدثنا حكام اسم> عن عنبسة اسم> عن أشعث اسم> قال: سأل إبراهيم اسم> صلى الله على نبينا وعليه وسلم تسليما ملك الموت اسم> عليه السلام واسمه عزرائيل اسم> وله عينان عين في وجهه وعين في قفاه فقال: يا ملك الموت اسم> ما تصنع إذا كانت نفس بالمشرق ونفس بالمغرب ووقع الوباء بأرض والتقى الزحفان كيف تصنع؟ قال: أدعو الأرواح بإذن الله عز وجل فتكون بين أصبعي هاتين قال: ودحيت له الأرض فتركت مثل الطست يتناول منها حيث شاء قال: وهو الذي بشره بأنه خليل الله عز وجل.
قال: حدثنا أحمد بن محمد اسم> قال: حدثنا عبد الله اسم> قال: حدثنا داود بن عمرو الضبي اسم> قال: حدثنا معتمر اسم> عن أبيه عن شهر بن حوشب اسم> رحمه الله تعالى قال: ملك الموت اسم> صلى الله عليه وسلم جالس والدنيا بين ركبتيه واللوح الذي فيه آجال بني آدم في يديه وبين يديه ملائكة قيام وهو يعرض اللوح لا يطرف فإذا أتى على أجل عبد قال: اقبضوا هذا اقبضوا هذا.
قال: حدثنا أحمد بن محمد اسم> قال: حدثنا عبد الله اسم> عن موسى بن داود اسم> عن أبي معشر اسم> عن زيد بن أسلم اسم> رحمه الله تعالى قال: يتصفح ملك الموت اسم> عليه السلام المنازل في كل يوم خمس مرات ويطلع في وجه ابن آدم كل يوم اطلاعة قال: فمنها الرعدة التي تصيب الناس يعني القشعريرة والانقباض.
قال: حدثنا أحمد اسم> قال: حدثنا عبد الله اسم> قال: حدثني محمد بن الحسين اسم> قال: حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس اسم> قال: سمعت ابن جريج اسم> رحمه الله تعالى يقول: بلغنا أنه يقال لملك الموت اسم> عليه السلام: اقبض فلانا في وقت كذا في وقت كذا في بلد كذا في يوم كذا فيجيء الموت أسرع من اللمح.
هكذا وردت هذه الصفات في أحد الملائكة وهو ملك الموت اسم> ذكره الله تعالى في قوله: رسم> قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ قرآن> رسم> والتوفي: القبض. أخبر بأن ملك الموت اسم> يقبض الأرواح كما يشاء الله يقبض أرواح البشر, وأن جميع الخلق الذين هم من البشر كلهم تحت قبضته، يعني: تحت قدرته في أنه يقدر أن يقبض هذا وهذا في آن واحد كما يشاء الله تعالى.
ورد في بعض الروايات تسميته عزرائيل اسم> ولكن الرواية ما ثبتت بذلك, يعني في اسمه، ولكن الله تعالى ذكر أنه ملك رسم> قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ قرآن> رسم> وقد ذكر أيضا ملائكة أخرى في قوله تعالى: رسم> تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ قرآن> رسم> ولكن الأصل أن ملك الموت هو الذي يقبض الأرواح وأن بقية الملائكة أعوان له يأخذون كل روح فيجعلونها في الأكفان وفي الحنوط, ويرفعونها إلى السماء.. إلى آخر ما ورد في صفتهم.
هكذا أيضا أسند الله تعالى التوفي إلى نفسه فقال تعالى: رسم> اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا قرآن> رسم> وذلك لأنه سبحانه هو الذي يقبض الأرواح كما يشاء، وقد وَكَّلَ هذا الملك يقبضها بأمره, فالْمُتَوَفِّي حقيقة والذي يقبض الأرواح هو الرب تعالى لأنه الذي خلقها, وهو الذي يقبضها إذا شاء، وإنما الملائكة مُوَكَّلُون بأمر الله تعالى, يتصرفون كما يشاء، وإن ملك الموت اسم> هو الذي يتولى قبضها، وقد سمعنا في هذه الآثار أن الأرض زويت لملك الموت اسم> ومعنى أنها قرب أقصاها له كما قرب أدناها..
العدد الكثير في آن واحد, ولا يصعب ذلك عليه؛ حيث أن الله قرب له البعيد, وجعله كله تحت قدرته, في أقصى الأرض أو في أدناها, إذا قدر موت اثنين أحدهما في المشرق، والآخر في المغرب، بينهما مسافات عظيمة تقبض روحهما في لحظة, في دقيقة واحدة! بل قد يقبض في الثانية ألوفا أو عشرات الألوف في أطراف الأرض في لحظة واحدة, فيستغرب: كيف مَلَكٌ واحد يقبض هؤلاء كلهم في لحظة واحدة؟
والجواب: أن الله تعالى أعطاه قدرة على ذلك, وأنه قَرَّبَ له البعيد, مثلت الأرض كلها أمامه كالقصعة فيها الطعام أمام الآكل, يأكل من أي أطرافها شاء، فكذلك هذا الملك بأمر الله تعالى.
والجان أرواح أيضا, خلقوا من مارج من نار، كما ورد ذلك في القرآن: رسم> وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ قرآن> رسم> رسم> وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ قرآن> رسم> خلقوا من مارج, أي: من لهب النار, وإذا قيل: إذا خلقوا من النار, فكيف يُعَذَّبون في النار في الدار الآخرة؟ فيقال: .... في الدنيا أنهم لا يتألمون من نار الدنيا؛ فلذلك, وذلك لأنهم خلقوا من جنسها.
وأما نار الآخرة فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بشدة لهبها بقوله: رسم> ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم, قالوا: يا رسول الله! إن كانت لكافيةً! فقال: فضلت عليها بتسعة وستين جزءا, كُلُّهُنَّ مثل حرها متن_ح> رسم> وإذا كان كذلك, فلا بد أنهم إذا أدخلوا النار يتألمون, وأنهم يلاقون العذاب, وإلا لما كان هناك عذاب يُحِسُّون به إذا كانت أجسادهم نارية, أو ذواتهم نارية.
مسألة>